للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تقول؟ قلت: لا، قال: فما تقول؟ قلت: هو أجل رسول الله أعلمه الله له: إذا جاء نصر الله والفتح فتح مكة، فذاك علامة أجلك: ﴿فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا﴾ [النصر: ٣]، قال عمر: (ما أعلم منها إلا ما تعلم)»، [رواه البخاري: (٤٢٩٤)].

ومن أمثلته: الربط بين فهم القرآن وطهارة القلوب في قوله تعالى: ﴿لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ﴾ [الواقعة: ٧٩]، قال البخاري (ت: ٢٥٦) : «﴿لَا يَمَسُّهُ﴾ [الواقعة: ٧٩] لا يجد طعمه ونفعه إلا من آمن بالقرآن، ولا يحمله بحقه إلا الموقن»، [صحيح البخاري: (٩/ ١٥٥)].

ففهم البخاري (ت: ٢٥٦) من إشارة الآية، أنَّه «لا ينال معانيه ويفهمه كما ينبغي إلا القلوب الطاهرة، وأنَّ القلوب النجسة ممنوعة من فهمه، مصروفة عنه. فتأمَّل هذا النسب القريب وعقدَ هذه الأخوة بين هذه المعاني وبين المعنى الظاهر من الآية، واستنباطَ هذه المعاني كلِّها من الآية بأحسن وجه وأبينه»، [أعلام الموقعين عن رب العالمين: (١/ ٤٥١)].

قال ابن تيمية (ت: ٧٢٨): « .. فهذا من نوع القياس فالذي تسميه الفقهاء قياسًا هو الذي تسميه الصوفية إشارة.

وهذا ينقسم إلى: صحيح وباطل، كانقسام القياس إلى ذلك.

فمن سمع قول الله تعالى: ﴿لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ﴾ [الواقعة: ٧٩] وقال: إنه اللوح المحفوظ، أو المصحف فقال: كما أن اللوح المحفوظ الذي كتب فيه حروف القرآن لا يمسه إلا بدن طاهر، فمعاني القرآن لا يذوقها إلا القلوب الطاهرة، وهي قلوب المتقين = كان هذا معنى صحيحًا واعتبارًا صحيحًا، ولهذا يروى هذا عن طائفة من السلف»، [مجموع الفتاوى: (١٣/ ٢٤٢)].

<<  <   >  >>