للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

﴿أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنًا .. ﴾ [فاطر: ٨]!

وبعد ذكر الآلاء والنعم، يقرر الله للإنسان حقيقة أمره، ويعلن له حقيقة نفسه وفقره:

﴿يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله .. ﴾ [فاطر: ١٥].

وفيها أن العلماء حقًّا هم أهل الخشية.

وفي السورة تنبيه عظيم على جلالة الكتاب، وفضل ورثته وحملته، وما أعد لهم من الخير، وما رفع عنهم من شر.

وفي الختام تقريع وتوبيخ للمشركين، إذ كيف يشركوا بالله الذي يمسك السماوات والأرض أن تزولا؟!

كيف يشركوا وقد طالعوا ما حل بالأمم قبلهم؟!

فالحمد لله فاطر السماوات والأرض، جاعل الملائكة رسلًا!

(٢) ﴿أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنًا﴾ [فاطر: ٨].

«يعني: كالكفار والفجار، يعملون أعمالًا سيئة، وهم في ذلك يعتقدون ويحسبون أنهم يحسنون صنعًا، أي: أفمن كان هكذا قد أضله الله، ألك فيه حيلة؟

لا حيلة لك فيه»، ابن كثير.

قلت: وممن يدخل تحت الآية من زَيَّن الشيطان لهم موالاة الظلمة والسعي في ركابهم، والصد عن أهل الخير، والسعي في إذايتهم.

ألا في الفتنة سقطوا، وفي الوحل ولغوا، ولتعرفنهم في لحن القول، والله يعلم إسرارهم.

<<  <   >  >>