للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ﴾ [البقرة: ١٠٩]، و ﴿أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا﴾ [النساء: ١٥]، فبعض الأحكام كان لمدة محددة، ينتهي بانتهائها.

* والنسخ انعكاس لفكرة التدرج، والمسلك التدريجي في التعليم والتشريع ليس عيبًا، وإنما هو أنجح المناهج في تكوين النفس الواعية المستنيرة المشبعة بالحكمة، والأمم المنظمة، والخلق المتين.

* وفرض وقوع النسخ لا يترتب عليه وقوع محال عقلي، بل إنَّ العقل ليجد في النسخ مراعاةً لمصالح العباد، ورحمة بهم، وهذا واقعٌ في كثير من وقائع النسخ التي يذكرها العلماء، فكم من حكمٍ خُفف وأثبت مكانه حكمٌ آخر.

وقد تكون المصلحة ابتلاءً يبتلي الله به بعض عباده، ليقول أهل الثبات: آمنا به كلٌ من عند ربنا، وليعترض عليه السفهاء من الناس.

* ووقوع النسخ في الشريعة، له عدة فوائد تترتب عليه، من أهمها:

١ - التدرج في الأحكام على الأمة حتى لا تنفر ويسهل عليها تقبله، كما حصل في تشريع تحريم الخمر، واستخدام هذا الأسلوب في الدعوة، فالداعي يبدأ مع المدعو بالتدرج وتعليقه بالدار الآخرة وزرع الإيمان في قلبه، ثم يخبره بأحكام الإسلام شيئًا فشيئًا.

٢ - بيان رحمة الله بهذه الأمة؛ فهو سبحانه يراعي أحوال الناس وعاداتهم ويتدرج معهم رحمة بهم حتى لا ينفروا من الإسلام، بل يحببهم به حتى يكونوا من أهله.

٣ - التذكير بنعمة الله لاسيما في بعض أنواع النسخ الذي يكون فيها النسخ من أثقل إلى أسهل كما هو الحال في عدة المتوفى عنها زوجها وغير ذلك.

<<  <   >  >>