للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٣ - وقال: وكان الله غفورًا رحيمًا، وكان الله عزيزًا حكيمًا، وكان الله سميعًا بصيرًا، فكأنه كان، ثم مضى».

هذه نماذج ثلاثة، لموهم التعارض بين آيات القرآن الكريم، وقد أجاب عنها ابن عباس إجابة شافية، فقال :

«١ - لا أنساب في النفخة الأولى: ثم نفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله، فلا أنساب بينهم عند ذلك ولا يتساءلون، ثم في النفخة الآخرة أقبل بعضهم على بعض يتساءلون.

٢ - وأما قوله: ﴿مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ﴾ [الأنعام: ٢٣]، ﴿وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا﴾ [النساء: ٤٢]، فإنَّ الله يغفر لأهل الإخلاص ذنوبهم وقال المشركون تعالوا نقول: لم نكن مشركين، فختم على أفواههم فتنطق أيديهم، فعند ذلك عرف أن الله لا يكتم حديثًا وعنده ﴿يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا﴾ [النساء: ٤٢] الآية.

٣ - وخلق الأرض في يومين، ثم خلق السماء، ثم استوى إلى السماء فسواهن في يومين آخرين، ثم دحا الأرض، ودحيها أن أخرج منها الماء والمرعى، وخلق الجبال والآكام وما بينهما في يومين آخرين، فخلقت الأرض وما فيها من شيء في أربعة أيام، وخلقت السموات في يومين، وكان الله غفورًا رحيمًا، سمى نفسه بذلك، وذلك قوله: إني لم أزل كذلك».

ثم قال ابن عباس للرجل في وصية جامعة لكيفية التعامل الصحيح مع موهم التعارض:

«فإنَّ الله لم يرد شيئًا إلَّا أصاب به الذي أراد، فلا يختلف عليك القرآن فإنَّ كلًّا من عند الله».

فإنَّ كُلًّا من عند الله!

<<  <   >  >>