وإذا حصل إشكال في توهم التعارض بين آية وآية، أو بين آية وحديث، أو بين حديث وحديث، فإنَّ هناك طرقًا لدفع هذا التوهم، منها:
١ - تحرير وجه التعارض.
٢ - جمع الآيات في نفس الموضوع.
٣ - النظر في السياق.
٤ - تلمس الأحاديث والآثار الصحيحة لدفع التعارض.
٥ - إعمال قواعد الترجيح.
فإن حصل لك إشكال، ولم تستطع الوصول إلى ما يدفع هذا التعارض فسَلْ أهل العلم، وسيجيبونك بدفع ما توهمته من تعارض.
وقد كان النبي ﷺ يزيل للصحابة ما قد يوهم التعارض بين آيات القرآن الكريم بعضها البعض، وبين آيات القرآن وكلامه ﷺ، وكان الصحابة يفعلون.
وقد أتي رجلٌ لابن عباس ﵄ ليعرض عليه ما توهمه من تعارض في القرآن الكريم، فقال الرجل لابن عباس: «إني أجد في القرآن أشياء تختلف علي.
١ - قال: ﴿فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ﴾ [المؤمنون: ١٠١]، ﴿وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ﴾ [الصافات: ٢٧]، ﴿وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا﴾ [النساء: ٤٢]، ﴿وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ﴾ [الأنعام: ٢٣]، فقد كتموا في هذه الآية.
٢ - وقال: ﴿أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا﴾ [النازعات: ٢٧] إلى قوله: (﴿دَحَاهَا﴾ [النازعات: ٣٠]، فذكر خلق السماء قبل خلق الأرض، ثم قال: ﴿قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا﴾ [فصلت: ٩] إلى ﴿طَائِعِينَ﴾ [فصلت: ١١]، فذكر في هذه الآية خلق الأرض قبل السماء.