للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد وصل هذا الحديثَ جماعةٌ من رواة زيد بن أسلم، وقد ذكرنا ذلك في "التمهيد" (١).

١٠٤ - مالكُ، عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار أن رجلًا قَبَّلَ امرأته وهو صائم في رمضان؛ فوجد من ذلك وجدًا شديدًا، فأرسل امرأته تسأل له عن ذلك، فدخلت على أمِّ سلمة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكرت ذلك لها، فأخبرتها أم سلمة أن رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يُقَبِّلُ وَهُوَ صَائِمٌ، فَرجعت فأخبرت زوجها ذلك فزاده ذلك شرًا، وقال: لسنا مِثْلَ رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -؛ اللهُ يُحِلُّ لرسولِهِ ما شاءَ، ثم رجعتِ امرأَتُهُ إلى أمِّ سلمةَ فوجدتْ عندها رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما لهذِهِ المرأةِ؟ ! " فأخبرته أمُّ سلمةَ؛ فقال: "ألا أَخْبَرْتِيها أني أفعل ذلك؟ ! " فقالت: قد أخبرتها فذهبت إلى زوجها فأخبرته فزاده ذلك شرًا، وقال: لسنا مثل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، يُحِلُّ اللهُ لرسولِهِ ما شاء! فغضب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال: "وَاللهِ إِنِّي لأتْقاكُمْ للهِ وَأَعْلَمُكُمْ بِحُدودِهِ" (٢).


(١) قال الحافظ في "التمهيد" (٥/ ٩٥): "رواه مالك مرسلًا، وتابعه على إرساله ابن عيينة وإسماعيل بن أمية، ورواه الثوري عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار قال: حدثني الليث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكره، ورواه معمر عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري عن النبي - صلى الله عليه وسلم -".
(٢) الموطأ (٦٤١). قال في "التمهيد" (٥/ ١٠٨): "هذا الحديث مرسل عند جميع رواة الموطأ عن مالك، وهذا المعنى أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقبّل وهو صائم، صحيحٌ من حديث عائشة وحديث أم سلمة وحديث حفصة، يُرْوى عنهن كلهن، وعن غيرهن عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من وجوه ثابتة".