للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة وُعِكَ أبو بكر وبلال، قالت: فدخلت عليهما فقلت: يا أبة كيف تجدك؟ ويا بلال كيف تجدك؟ قالت: فكان أبو بكر إذا أخذته الحمى يقول:

كل امرئ مُصبَّحٌ في أهله ... والموت أدنى من شراك نعله

وكان بلال إذا أُقْلِعَ عنه يرفع عقيرته فيقول:

ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة ... بواد وحولي إذخر وجليل

وهل أردن يومًا مياه مجنة ... وهل يبدون لي شامة وطفيل

قالت عائشة: فجئت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته فقال: "اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا المَدِينَةَ كَحُبِّنَا مَكَّةَ أَوْ أَشَدَّ وَصَحِّحْهَا وَبَارَكَ لَنَا فِي صَاعِهَا وَمُدِّهَا وَانْقُلْ حُمَّاها فَاجْعَلْهَا بِالجُحْفَةِ" (١).

٦٦٦ - مالكُ، عن يحيى بن سعيد أن عائشة قالت: وَكَانَ عَامِرٌ بنُ فُهَيْرَةَ يَقُولُ:

قَدْ رَأَيْتُ المَوْتَ قَبْلَ ذَوْقِهِ ... إِنَّ الجَبَانَ حَتْفُهُ مِنْ فَوْقِهِ (٢)


(١) الموطأ (١٥٨٠)؛ والبخاريُّ (٣٩٢٦) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف قال: أخبرنا مالك؛ وفي (٥٦٥٤) قال: حدثنا قتيبة عن مالك.
(٢) الموطأ (٣٣١٩)، والأليق بهذا الأثر أن يلحق بالحديث المتقدم؛ لأن عامرًا -رضي الله عنه- مذكور في القصة مع أبي بكر وبلال -رضي الله عنهما-، والداخلة عليهم جميعًا عائشة -رضي الله عنها-، فلا معنى لإفراده، والله أعلم.