للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هكذا روى يحيى هذا الحديث عن مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة، وتابعه أكثر الرواة، ومنهم من يرويه عن مالك عن هشام بن عروة عن أبيه مرسلًا، وسائر أصحاب هشام يروونه عن هشام عن أبيه عن أبي مراوح عن أبي ذر، وهذا الإسناد هو الصحيح فيه عند أهل الحديث.

٦٦٤ - وبه: عن عائشة أنها قالت: جاءت بريرة فقالت: إني كاتبت أهلي على تِسْعِ أَوَاقٍ في كل عام أوقية فأعينيني، فقالت عائشة: إنْ أحبّ أهلك أن أعدها لهم عددتها ويكون ولاؤك لي فَعَلْتُ، فذهبت بريرة إلى أهلها فقالت لهم ذلك فأبوا عليها، فجاءت من عند أهلها ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - جَالِسٌ فقالت لعائشة: إني قد عرضت عليهم ذلك فأبوا إلا أن يكون الولاء لهم، فسمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذلك فسألها فأخبرته عائشة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "خُذِيهَا وَاشْتَرِطي لَهُمُ الوَلَاءَ فَإِنَّمَا الوَلَاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ". ففعلت عائشة، ثم قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: "أَمَّا بَعْدُ، فَمَا بَالُ رِجَالٍ يَشْتَرِطُونَ شُرُوطًا لَيْسَتْ فِي كِتَابِ اللهِ -عَزَّ وجَلَّ- مَا كَانَ مِنْ شَرْطٍ لَيْسَ فِي كِتَابِ اللهِ فَهُوَ بَاطِلٌ وَإِنْ كَانَ مِائَةَ شَرْطٍ، قَضَاءُ اللهِ أَحَقُّ وَشَرْطُ اللهِ أَوْثَقُ وَإِنَّمَا الوَلَاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ" (١).

٦٦٥ - وبه: عن عائشة أم المؤمنين أنها قالت: لما قدم


(١) الموطأ (١٤٧٧)؛ والبخاريُّ (٢١٦٨) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، أخبرنا مالك، وفي (٢٧٢٩) قال: حدثنا إسماعيل، حدثنا مالك.