للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالرأي، وما كانت عائشة لتحتج برأيها على رأي غيرها من الصحابة، فلهذا كله ذكرنا حديثها هذا في مسندات هذا الكتاب.

٧١٧ - مالكُ، عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيّب أنه قال: مَا صَلَّى رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ يَوْمَ الخَنْدَقِ حَتَّى غَابَتِ الشَّمْسُ (١).

وهذا الحديث يستند معناه من حديث ابن مسعود ومن حديث أبي سعيد الخدري ومن حديث جابر؛ كلهم يرويه عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقد ذكرناها في "التمهيد" (٢).

٧١٨ - مالكُ، عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيّب أَنَّ رجلًا من أَسْلَمَ جَاءَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ فَقَالَ لَهُ: إِنَّ الآخَرَ زَنَى، فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ: هَلْ ذَكَرْتَ هَذَا لأَحَدٍ غَيْرِي؟ فَقَالَ: لَا، فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ: فَتُبْ إِلَى اللهِ وَاسْتَتِرَ بِسَتْرِ اللهِ فَإِنَّ اللهَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ فَلَمْ تُقْرِرْهُ نَفْسُهُ حَتَّى أَتَى عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ؛ فَقَالَ لَهُ مِثْلَ الَّذِي قَالَ لأَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ مِثْلَ الَّذِي قَالَهُ أَبُو بَكْرٍ، فَلَمْ تُقْرِرْهُ نَفْسُهُ حَتَّى جَاءَ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فقَالَ: "إِنَّ الآخَرَ زَنَى". قَالَ سَعِيدٌ: فَأَعْرَضَ عَنْهُ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، كُلُّ ذَلِكَ يُعْرِضُ عَنْهُ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، حَتَّى إِذَا أَكْثَرَ عَلَيْهِ بَعَثَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى أَهْلِهِ فَقَالَ: "أَيَشْتَكِي؟ أَبِهِ جِنَّةٌ؟ "، فَقَالُوا: يَا رَسُوْلَ اللهِ إِنَّهُ لَصَحِيحٌ، فَقَالَ: "أَبِكْرٌ أَمْ ثَيِّبٌ؟ "،


(١) الموطأ (٤٤٣).
(٢) التمهيد (٢٣/ ١٣٢) مرسل.