للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هكذا هذا الحديث موقوف في "الموطأ" عند جماعة رواته.

وروى موسى بن طارق أبو قرة عن مالك عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيّب عن أبي موسي عن عائشة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إِذَا الْتَقَى الخِتَانَانِ وَجَبَ الغُسْلُ" ولم يتابَع على رفعه عن مالك، وقد روى علي بن زيد بن جدعان عن سعيد بن المسيّب قال: نازع أبو موسى ناسًا من الأنصار فقال: "الماء من الماء". قال سعيد: فانطلقت أنا وأبو موسى حتى دخلنا على عائشة فقال لها أبو موسى الذي تنازعوا فيه، فقالت عائشة: عندي الشفاء من ذلك، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِذَا جَلَسَ الرَّجُلُ بَيْنَ الشُّعَبِ الأَرْبَعِ وَأَلْصَقَ الخِتَانَ بِالْخِتَانِ فَقَدْ وَجَبَ الغُسْلُ" (١). ورواه عطاء عن عائشة مرفوعًا، ورواه الأوزاعي عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة مرفوعًا، ورواه أبو الزبير عن جابر عن أم كلثوم بنت أبي بكر عن عائشة مرفوعًا، ورواه ثابت البناني عن عبد الله بن رباح عن عبد العزيز بن النعمان عن عائشة مرفوعًا، وفي تسليم أبي موسى لعائشة في ذلك دليل على صحة رفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، لأن مثله لا يقال


= وسُنّة رسوله، وهذا يدلك على أن تسليم أبي موسى لعائشة في هذه المسألة إنما كان من أجل أَنَّ علم ذلك كان عندها عن رسول الله فلذلك سلم لها؛ إذ هي أولى بعلم مثل ذلك من غيرها، ومع ما ذكرنا من جهة الاستدلال فقد روي هذا الحديث عن عائشة عن النبي مسندًا".
(١) أخرجه أحمد (٦/ ٤٧)؛ وفي (٦/ ٩٧)؛ وفي (٦/ ١١٢)؛ وفي (٦/ ١٣٥)؛ والترمذيُّ (١٠٩).