للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يَا رَسُولَ اللهِ لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ أَكُونَ قَدْ هَلَكْتُ! قَالَ: بِمَ؟ قَالَ: نَهَانَا اللهُ أَنْ نُحِبَّ أَنْ نُحْمَدَ بِمَا لَمْ نَفْعَلْ وَأَجِدُنِي أُحِبُّ الحَمْدَ، وَنَهَانَا اللهُ عَنِ الخُيَلَاءِ وَأَنَا امْرُؤٌ أُحِبُّ الجَمَالَ، وَنَهَانَا الله أَنْ نَرْفَعَ أَصوَاتَنَا فَوْقَ صَوْتِكَ وَأَنَا امْرُؤٌ جَهِيرُ الصوْتِ! فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "يَا ثَابِتُ أَمَا تَرْضَى أَنْ تَعِيشَ حَمِيدًا وَتَمُوْتَ شَهِيدًا وَتَدْخُلَ الجَنَّةَ" (١).

هو عند ابن عفير في "الموطأ" دون غيره، وهو محفوظ لابن شهاب، قال مالك: قتل ثابت بن قيس بن شماس باليمامة شهيدًا.

١٤ - حديثٌ: مالكُ عن ابن شهاب عن حبيب مولى عروة عن عروة بن الزبير أن رجلًا سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أَيُّ الأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "إِيمَانٌ بِاللهِ" قَالَ: فَأَيُّ العَتَاقَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "أَنْفَسُهَا" قَالَ: وَإِنْ لَمْ أَجِدْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: "تَصْنَعُ لِصَانِعٍ وَتُعِينُ أَخْرَقَ"، قَالَ: فَإِنْ لَمْ أَسْتَطِعْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: "تَدَعُ النَّاس مِنْ شَرِّكَ فَإِنَّهَا صَدَقَةٌ تَتَصَدَّقُ بِهَا عَنْ نَفْسِكَ" (٢).

هذا في "الموطأ" عند عبد الله بن يوسف التنيسي وابن وهب دون غيرهما، والله أعلم.


(١) أخرجه محمد بن الحسن في موطئه (٩٤٥) قال: أخبرنا مالك، أخبرنا ابن شهاب.
(٢) قال الحافظ ابن عبد البر في "التمهيد" (٢٢/ ١٥٨): "هكذا رواه يونس بن عبد الأعلى والحارث بن مسكين وجماعة أصحاب ابن وهب عن ابن وهب عن مالك".