للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثالثًا: وعيد الله الشديد في القرآن لمن أضاع العمل: قال تعالى: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا} [مريم: ٥٩].

استدل بهذه الآية ابن القيم على كفر تارك الصلاة وقال - رحمه الله -: «وجه الدلالة من الآية أن الله سبحانه جعل هذا المكان من النار لمن أضاع الصلاة واتبع الشهوات، ولو كان مع عصاة المسلمين لكانوا في الطبقة العليا من طبقات النار ولم يكونوا في هذا المكان الذي هو أسفلها، فإن هذا ليس من أمكنة أهل الإسلام بل من أمكنة الكفار، ومن الآية دليل آخر وهو قوله تعالى: {إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا} [مريم: ٦٠]، فلو كان مضيع الصلاة مؤمنًا لم يشترط في توبته الإيمان وأنه يكون تحصيلًا للحاصل» (١).

قوله تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} [البقرة: ١٤٣].

والمراد بالإيمان في هذه الآية: الصلاة، قال الإمام البخاري في صحيحه في كتاب الإيمان: باب الصلاة من الإيمان، وقول الله تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} [البقرة: ١٤٣].

ثانيًا: الأدلة من السنة على أن العمل من الإيمان:

- حديث جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكُ الصَّلَاةِ» (٢).

- وحديث عبد الله بن بريدة - رضي الله عنه -، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «الْعَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمُ الصَّلَاةُ، فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ» (٣).


(١) الصلاة وأحكام تاركها ص (٤٧).
(٢) أخرجه مسلم (١/ ٨٨) رقم (٨٢).
(٣) أخرجه أحمد (٣٨/ ٢٠) رقم (٢٢٩٣٧)، والترمذي (٥/ ١٣) رقم (٢٦٢١)، والنسائي (١/ ٢٣١) رقم (٤٦٣)، وابن ماجه (١/ ٣٤٢) رقم (١٠٧٩).

<<  <   >  >>