للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد نقل جماعة من أهل العلم إجماع الصحابة على كفر تارك الصلاة:

- قال مجاهد بن جبر: قلت لجابر بن عبد الله - رضي الله عنه -: ما كان يَفْرق بين الكفر والإيمان عندكم من الأعمال في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: «الصلاة» (١).

وقوله: «عندكم» أي: عند الصحابة - رضي الله عنهم -.

- وقال عبد الله بن شقيق: «لم يكن أصحاب النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - يرون شيئًا من الأعمال تركه كفر غير الصلاة» (٢).

- وقال الحسن البصري: بلغني أن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كانوا يقولون: «بين العبد وبين أن يشرك فيكفر أن يدع الصلاة من غير عذر» (٣).

- وقال أيوب السختياني: «ترك الصلاة كفر لا يختلف فيه» (٤).

وسبب تكفير الصحابة لتارك الصلاة ظهور النصوص الدالة على ذلك ولأنه لا يمكن أن يوجد في القلب إيمان بلا عمل، قال شيخ الإسلام: «ثم القلب هو الأصل فإذا كان فيه معرفة وإرادة سرى ذلك إلى البدن بالضرورة لا يمكن أن يتخلف البدن عما يريده القلب؛ ولهذا قال النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح:


(١) أخرجه ابن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة (٢/ ٨٧٧) رقم (٨٩٣).
(٢) أخرجه الترمذي في سننه (٥/ ١٤) رقم (٢٦٢٢)، وابن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة (٢/ ٩٠٤) رقم (٩٤٨)، وابن أبي شيبة في مصنفه (٦/ ١٧٢) رقم (٣٠٤٤٦)، وأبو بكر الخلال في السنة (٤/ ١٤٤) رقم (١٣٧٨).
(٣) أخرجه أبو بكر الخلال في السنة (٤/ ١٤٢) رقم (١٣٧٢)، وابن بطة في الإبانة الكبرى (٢/ ٦٧٣) رقم (٨٧٧)، واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (٤/ ٩١٠) رقم (١٥٣٩).
(٤) أخرجه ابن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة (٢/ ٩٢٥) رقم (٩٧٨).

<<  <   >  >>