للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

«أَلَا وَإِنَّ فِي الجسَدِ مُضْغَةً إذَا صَلَحَتْ صَلَحَ لَهَا سَائِرُ الجسَدِ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ لَهَا سَائِرُ الجسَدِ أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ» (١).

وقال أبو هريرة: القلب ملك والأعضاء جنوده؛ فإذا طاب الملك طابت جنوده، وإذا خبث الملك خبثت جنوده ...

فإذا كان القلب صالحًا بما فيه من الإيمان علمًا وعملًا قلبيًّا لزم ضرورة صلاح الجسد بالقول الظاهر والعمل بالإيمان المطلق كما قال أئمة أهل الحديث: قول وعمل، قول باطن وظاهر، وعمل باطن وظاهر، والظاهر تابع للباطن لازم له متى صلح الباطن صلح الظاهر، وإذا فسد فسد» (٢).

فالظاهر والباطن متلازمان، لا يكون الظاهر مستقيمًا إلا مع استقامة الباطن، وإذا استقام الباطن فلا بد أن يستقيم الظاهر.

وقد تتابعت أقوال أئمة أهل السنة من بعد الصحابة في أن الإيمان لا يقوم إلا بالعمل، فمنهم:

- عبيد بن عمير المكي، قال: «ليس الإيمان بالتمني، ولكن الإيمان قول يعقل وعمل يعمل» (٣).


(١) أخرجه البخاري (١/ ٢٠) رقم (٥٢)، ومسلم (٣/ ١٢١٩) رقم (١٥٩٩) من حديث النعمان ابن بشير - رضي الله عنه -.
(٢) مجموع الفتاوى (٧/ ١٨٧).
(٣) أخرجه عبد الله بن أحمد في السنة (١/ ٣١٧) رقم (٦٣٩)، وأبو بكر الخلال في السنة (٤/ ٨١) رقم (١٢١٢)، وابن بطة في الإبانة الكبرى (٢/ ٨٠٤) رقم (١٠٩٢)، وأبو نعيم في الحلية (٣/ ٢٧٣).

<<  <   >  >>