للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- سعيد بن جبير قال في جوابه عن أسئلة عبد الملك بن مروان: «سألتَ عن الإيمان، قال: فالإيمان هو التصديق، أن يصدق العبد بالله وملائكته وما أنزل من كتاب، وما أرسل من رسول، وباليوم الآخر، وتسأل عن التصديق: والتصديق أن يعمل العبد بما صدق به من القرآن، وما ضعف عن شيء منه وفرط فيه عرف أنه ذنب، واستغفر الله، وتاب منه ولم يصر عليه، فذلك هو التصديق، وتسأل عن الدين: والدين العبادة، فإنك لن تجد رجلًا من أهل دين يترك عبادة أهل دينه، ثم لا يدخل في دين آخر إلا صار لا دين له» (١).

- الحسن بن أبي الحسن البصري، قال: «إن الإيمان ليس بالتحلي ولا بالتمني، إنما الإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل» (٢).

قال شيخ الإسلام ابن تيمية شارحًا قول الحسن: «وقوله: ليس الإيمان بالتمني، يعني الكلام، وقوله: بالتحلي، يعني أن يصير حلية ظاهرة له فيظهره من غير حقيقة من قلبه، ومعناه ليس هو ما يظهر من القول ولا من الحلية الظاهرة ولكن ما وقر في القلب وصدقته الأعمال، فالعمل يصدق أن في القلب إيمانًا وإذا لم يكن عمل كذب أن في قلبه إيمانًا؛ لأن ما في القلب مستلزم للعمل الظاهر، وانتفاء اللازم يدل على انتفاء الملزوم» (٣).


(١) أخرجه ابن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة (١/ ٣٤٦) رقم (٣٤٥).
(٢) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (٦/ ١٦٣) رقم (٣٠٣٥١)، وفي الإيمان ص (٣٨) رقم (٩٣)، وأحمد ابن حنبل في الزهد ص (٢١٣) رقم (١٤٨٣)، وابن بطة في الإبانة الكبرى (٢/ ٨٠٥) رقم (١٠٩٣).
(٣) مجموع الفتاوى (٧/ ٢٩٤).

<<  <   >  >>