للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَيَنْقُصُ طَوْرًا بِالمعَاصِي وتَارَةً ... بِطَاعَتِهِ يَنْمِي وَفِي الْوَزْنِ يَرْجَحُ



•قوله: «وَيَنْقُصُ طَوْرًا بِالمعَاصِي وتَارَةً ... » أي: الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالعصيان، ويدل على ذلك أدلة كقوله تعالى: {لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ} [الفتح: ٤].
وكقوله في الأنفال: {وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا} [الأنفال: ٢]، وفي آخر التوبة قال تعالى: {وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا} [التوبة: ١٢٤]، وغير ذلك من الآيات الكثيرة والأحاديث المتوافرة الدالة على أن الإيمان يتأثر بالأعمال زيادة ونقصًا.
•قوله: «يَرْجَحُ» أي: ترجح كفة الإيمان بسبب العمل، فهذا الذي قرره الناظم، وهو مذهب أهل السنة والجماعة خلافًا للمرجئة الذين أخرجوا العمل عن مسمى الإيمان.
وفي هذين البيتين يشير الناظم إلى مذهب أهل السنة والجماعة في الإيمان وأنه مشتمل على أمور أربعة: القول باللسان، والاعتقاد بالجنان وهو اعتقاد القلب، والعمل بالأركان، وأنه يزيد بالطاعة وينقص بالعصيان، فلا بد من هذه الأربع لتحقيق الإيمان.
والمراد باعتقاد القلب: ما يتعلق بالتصديق لله ولرسوله - صلى الله عليه وسلم -، فكل الاعتقادات الواجبة داخلة في ذلك مثل: الإيمان بالله والرسل والكتب والبعث وغير ذلك.
أما عمل القلب: فهو النتيجة المترتبة على ذلك، وهي ثمرة هذا الاعتقاد كالخشية لله والتوكل عليه ونحو ذلك.
أما العمل بالأركان: فالمراد به القيام بالواجبات العملية، فهي دليل ثبوت أصل الإيمان خلافًا للمرجئة الذين يخرجون العمل عن مسمى الإيمان.

<<  <   >  >>