للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَدَعْ عَنْكَ آرَاءَ الرِّجَالِ وَقَوْلَهُمْ ... فَقَوْلُ رَسُولِ الله أَزْكَى وَأَشْرَحُ



•قوله: «وَدَعْ عَنْكَ» أي: اترك، واحذر، واجتنب.
•قوله: «آرَاءَ الرِّجَالِ» ذكر الرجال هنا لا مفهوم له، فالرأي الباطل مذموم سواء كان من الرجال أو النساء، وإنما خص الرجال بالذكر هنا؛ لأنهم أصحاب الرأي في الغالب (١).
وآراء الرجال المقصود بها آراء المشايخ والكبراء والآباء والأجداد، ويشمل كل رأي يخالف كتاب الله وسنة رسوله، قال ابن القيم - رحمه الله -:
والله ما خوفي الذنوب فإنها ... لعلى طريق العفو والغفران
لكنما أخشى انسلاخ القلب من ... تحكيم هذا الوحي والقرآن
ورضا بآراء الرجال وخرصها ... لا كان ذاك بمنة الرحمن
واتباع آراء الرجال في العقائد يعني أخذ أقوال أهل الكلام والاستغناء بها عن هدي القرآن والسنة، وهذا من أبطل، الباطل وقد تواردت كلمات الأئمة في ذم علم الكلام.
قال الشافعي - رحمه الله -: «لأن يبتلى المرء بكل ما نهى الله عنه ما عدا الشرك بالله خير له من النظر في الكلام، فإني قد اطلعت من أهل الكلام على أشياء ما ظننته قط» (٢).
وقال أيضًا: «رأيي ومذهبي في أصحاب الكلام أن يضربوا بالجريد، ويجلسوا على الجمال، ويطاف بهم في العشائر والقبائل، وينادى عليهم: هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة، وأخذ في الكلام» (٣).

<<  <   >  >>