للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

• وقد ظهرت في العصر الحاضر دعوتان:

الأولى: الدعوة إلى الأخذ من الكتاب والسنة مباشرة:

وهؤلاء يرون أنَّ الأخذ منهما فيه غنية عن الرجوع إلى كتب الأئمة وشروح السنة ومؤلفات الفقهاء، وقد نزع إلى ذلك بعض المتحمسين للتحرر من التقليد، فهجروا كتب المذاهب وحاربوها ورفعوا راية التحرر المطلق من المذاهب، فظهر الشذوذ والتفلت والترقيع الفقهي، ولا شك أن هذه الدعوة دعوةٌ غير صحيحة، ولا تمت إلى العلم بصلةٍ.

وقد شكى أحد العلماء من ذلك فقال: «كنا نشكو من التقليد، فأصبحنا نشكو من التفلت».

والثانية: الدعوة إلى التعصب للأئمة وتقليدهم:

وهؤلاء أوجبوا التقليد على جميع الأمة، وشنعوا على مخالفيهم وضللوهم، وأغلقوا باب الاجتهاد، وحَجَّرُوا على الأمة، ولا شك في بطلان هذه الدعوة.

ومن أمثلة ذلك ما قاله الكرخي الحنفي: «كل آية تخالف مذهبنا فهي مؤولة أو منسوخة، وكل حديث يخالف مذهبنا فهو مؤول أو منسوخ».

وقال ناظم جوهرة التوحيد:

وواجبٌ تقليد حبر منهم ... كذا أتى القوم بلفظٍ يُفهم

وقال أحد الحنابلة:

أنا حنبليٌّ ما حييت وإن أمت ... فَوَصيَّتي للنَّاس أنْ يَتَحَنْبَلُوا

<<  <   >  >>