للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال غيره:

لئن قلَّد الناس الأئمة إنني ... لفي مذهب الحبر ابن حنبل راغبُ

أقلد فتواه وأعشق قوله ... وللناس فيما يعشقون مذاهبُ

ولا شك أنَّ الحق وسطٌ بين هذين الطرفين:

قال شيخ الإسلام - رحمه الله -: «الناس في الاستدلال والتقليد على طرفي نقيض: منهم من يوجب الاستدلال حتى في المسائل الدقيقة: أصولها وفروعها على كل أحد، ومنهم من يحرم الاستدلال في الدقيق على كل أحد، وهذا في الأصول والفروع، وخيار الأمور أوساطها» (١).

وهذه المسألة مبثوثة في كتب الأصول والكتب المتخصصة التي اعتنت بمسألة الاجتهاد والتقليد.

والمقصود أن الناظم يوصي في نهاية هذه الأبيات بما أوصى به في أولها وهو اتباع الرسول - صلى الله عليه وسلم - والحذر من تقديم قول أحد على قوله، كما أمر بذلك القرآن الكريم في قوله تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٣١) قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ} [آل عمران: ٣١ - ٣٢].

وفي النساء قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} [النساء: ٥٩].


(١) مجموع الفتاوى (٢٠/ ١٨).

<<  <   >  >>