للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فأمر في بداية الآية بالطاعة ثم في آخرها قال: {إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} فمفهوم الآية: إن لم تردوا إلى الله والرسول فلستم بمؤمنين، ثم قال {ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا}.

وقد أوصى علماء السلف باتباع النبي - صلى الله عليه وسلم - وتقديم قوله على قول الرجال كما جاء على لسان بعض الأئمة.

قال الإمام مالك - رحمه الله -: «ما من أحد إلا يؤخذ من قوله ويرد إلا صاحب هذا القبر» (١)، وقال: «أو كلما جاءنا رجل أجدل من رجل تركنا ما نزل به جبريل على محمد لجدل هؤلاء» (٢).

وقال الشافعي - رحمه الله -: «إذا خالف قولي قول الرسول فاضربوا بقولي عرض الحائط وخذوا بقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -» (٣).

وقال أحمد - رحمه الله -: «عجبت لقوم عرفوا الإسناد وصحته يذهبون إلى رأي سفيان، والله يقول: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [النور: ٦٣]»، ثم قال: «أتدري ما الفتنة، الفتنة الشرك؛ لعله إذا رد بعض قوله أن يقع في قلبه شيء من الزيغ فيهلك» (٤).


(١) ينظر: البداية والنهاية (١٤/ ١٦٠).
(٢) أخرجه ابن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة (٢/ ٦٧٠)، واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (١/ ١٦٣)، والبيهقي في شعب الإيمان (١١/ ٤٢).
(٣) ينظر: البداية والنهاية (١٠/ ٢٧٦).
(٤) ينظر: الصارم المسلول ص (٥٦).

<<  <   >  >>