والمقصود أن المراد بحبل الله هو القرآن، وقيل: إن المراد بحبل الله الوحي، والوحي يشمل القرآن والسنة، فالسنة وحي كالقرآن، وهي منزلة كالقرآن، أما كون السنة وحيًا؛ فلقوله تعالى: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (٣) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} [النجم: ٣، ٤]، أما كونها منزلة، فلقوله تعالى:{وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ}[النساء: ١١٣]، فالكتاب هنا هو القرآن، والحكمة السنة.
وبهذا يتبين لنا أن المراد بحبل الله: الوحي سواء كان قرآنًا أو سنةً، وهذا هو الراجح.
•قوله:«وَاتَّبِعِ الْهُدَى» أي: الزم طريق السنة التي بعث بها النبي - صلى الله عليه وسلم -، فهي طريق النجاة، وسلّم الفلاح.
(١) أخرجه الترمذي (٥/ ١٧٢) رقم (٢٩٠٦)، وابن أبي شيبة (٦/ ١٢٥) رقم (٣٠٠٠٧)، والدارمي (٢/ ٥٢٧) رقم (٣٣٣٢). وقال الترمذي: «هذا حديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه وإسناده مجهول، وفي الحارث مقال». فالحديث ضعيف، ومعناه صحيح، فما جاء فيه من ذكر أوصاف القرآن؛ فهو حق.