•قوله: «بِذَلِكَ دَانَ الأَتْقِياءُ» أي: تعبدوا لله بذلك، وعدوه دينًا يدينون الله عز وجل به، وهو أن الله سبحانه وتعالى متكلم حقيقة بحرف وصوت، وأن آحاد كلامه متعلقة بمشيئته وإرادته، وهذه عقيدة أهل السنة والجماعة من لدن الصحابة رضي الله تعالى عنهم إلى أن خط قلم الناظم هذا النظم، وإلى يومنا هذا: أن القرآن منزل غير مخلوق. و«الأَتْقِياءُ» جمع تقي، والتقوى: هي أن تجعل بينك وبين الله وقاية، وذلك بفعل المأمورات وترك المحظورات. •قوله: «وأَفْصَحُوا» أي: بَيَّنوا معتقدهم في كلام الله وأظهروه في مؤلفاتهم وهذا ظاهر لمن قرأ وتأمل في كتب أهل السنة والجماعة. قال الإمام الآجري - رحمه الله -: «اعلموا رحمنا الله وإياكم أن قول المسلمين الذين لم تزغ قلوبهم عن الحق، ووفقوا للرشاد قديمًا وحديثًا أن القرآن كلام الله تعالى ليس بمخلوق؛ لأن القرآن من علم الله، وعلم الله لا يكون مخلوقًا، تعالى الله عن ذلك، دل على ذلك القرآن والسنة، وقول الصحابة رضي الله عنهم وقول أئمة المسلمين لا ينكر هذا إلا جهمي خبيث» (١). وقال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: «السلف كلهم أنكروا على الجهمية النفاة، وقالوا بالإثبات وأفصحوا به، وكلامهم في الإثبات والإنكار على النفاة أكثر من أن يمكن إثباته في هذا المكان». ثم ذكر عددًا من أئمة السلف (٢).