للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

• مسألة: يلاحظ في هذه المنظومة والمنظومة السابقة (اللامية) كثرة التنصيص على أن القرآن منزل غير مخلوق فلماذا؟

الجواب: لأن مقتضى القول بأن القرآن مخلوق نفي الكلام عن الله تعالى، والذي لا يتكلم لا يصح أن يكون معبودًا، والدليل قوله تعالى: {وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لَا يُكَلِّمُهُمْ} [الأعراف: ١٤٨]، فنستفيد من هذه الآية أن عدم الكلام صفة نقص وعيب، فهؤلاء المبتدعة وصفوا الله بهذا فشبهوه بالجمادات، تعالى الله عما يقولون علوًّا كبيرًا.

• مسألة: من أين أخذ الجهمية هذا المذهب الباطل؟

أخذت الجهمية ذلك من الجعد بن درهم الذي تشرَّب أفكار الفلاسفة واليهود وغيرهما من النِّحل الباطلة، قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - وهو يتحدث عن الجعد بن درهم -: «قال الإمام أحمد: وكان يقال: إنه من أهل حرَّان، وعنه أخذ الجهم بن صفوان مذهب نفاة الصفات، وكان بحرَّان أئمة هؤلاء الصابئة الفلاسفة، بقايا أهل هذا الدين أهل الشرك ونفي الصفات والأفعال، ولهم مصنفات في دعوة الكواكب» (١).

•قوله: «كَلامُ مَلِيكِنَا» فيه إثبات اسم من أسماء الله، وهو اسم المليك، والدليل على هذا قول الله تعالى كما في آخر سورة القمر: {فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ} [القمر: ٥٥].


(١) درء تعارض العقل والنقل (١/ ٣١٣).

<<  <   >  >>