للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رَوَى ذَاكَ قَوْمٌ لا يُرَدُّ حَدِيثُهُمْ ... أَلَا خَابَ قَوْمٌ كَذَّبُوهُمْ وقُبِّحُوا



•قوله: «رَوَى ذَاكَ قَوْمٌ» إشارة إلى حديث النزول، أي: روى ذلك الخبر قوم من الصحابة والتابعين ومن تبعهم، وهم ثقات عدول وأئمة جهابذة، ورواياتهم في الصحاح والسنن والمسانيد.
•قوله: «لا يُرَدُّ حَدِيثُهُمْ» هذا وصف لرواة أحاديث النزول بأنهم لا يرد حديثهم أي: إنهم ثقات ضابطون عدول، بل حديثهم بلغ المتواتر الملزم بتصديقه، والمتواتر يلزم التصديق به عند جميع الطوائف.
وسبق أن الأحاديث في هذا الباب أحاديث متواترة (١)، أوصلها ابن القيم إلى أكثر من ثلاثين حديثًا عن أكثر من ثلاثين صحابيًّا.
•قوله: «أَلَا خَابَ قَوْمٌ كَذَّبُوهُمْ وقُبِّحُوا» هذا دعاء من الناظم بالخيبة والخسران والتقبيح على من أنكر صفة النزول الثابتة بالأحاديث المتواترة، وكذَّب أولئك القوم الذين رووها بالتواتر.
وهو مسلك أهل البدع والضلال الذين ردوا الأحاديث الصحيحة، وكذبوا رواتها؛ لأنها تخالف قواعدهم وآراءهم الفاسدة.
وهؤلاء قال فيهم السفاريني - رحمه الله -: «استعملوا قياساتهم الفاسدة وآراءهم الباطلة، وشبههم الداحضة في رد النصوص الصحيحة والآيات الصريحة، فردوا لأجلها ألفاظ النصوص التي وجدوا السبيل إلى تكذيب رواتها وتخطئتهم» (٢).

<<  <   >  >>