للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كيف يبعث الله رسولَه - صلى الله عليه وسلم - ثم يجعل خاصةَ أصحابهِ وخالص أحبابهِ مجموعة من الكذبة والغششة؟ أيجعلهم حثالةً من المرتدين؟ ! نعوذ بالله.

لقد أثنى الله على صحابة رسوله - صلى الله عليه وسلم - في القرآن الكريم في مواضع كثيرة، أيعقل أن أولئك نزرٌ يسيرٌ، ونستثني الكثرةَ الكاثرةَ من أصحابه؟ !

لقد رضي الله عمن بايع تحت الشجرة، وهم ألف وأربعمائة، ومنهم العشرة المبشرون بالجنة وأثنى على من أسلم من قبل الفتح، وكذلك من أسلم بعده، وبَيَّنَ أن الذين أسلموا قبله أفضل، قال تعالى: {لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى} [الحديد: ١٠].

وَبيَّنَ أيضًا أن زوجات النبي - صلى الله عليه وسلم - كلهن أمهات المؤمنين، فقال تعالى: {وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} [الأحزاب: ٦]، ولم يستثنِ أحدًا، وكذلك بَيَّنَ أنه لما خيرهن بين الدنيا وبين البقاء مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، اخترن البقاء معه، إلى أن توفي وهن في عصمته ... ، ولو اخترن الدنيا أو كفرن لما كان يجوز في الإسلام أن يبقين مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، بل يلزمه مفارقتهن.

وأثنى الله على المهاجرين والأنصار كلهم كما في سورة الحشر، فوصف المهاجرين بأنهم هم المفلحون، ووصف الأنصارَ بأنهم هم الصادقون، وبين أن المؤمنين من بعدهم هم الذين يدعون لهم ويستغفرون لهم، وليسوا هم الذين يسبونهم ويلعنونهم صباح مساء، قال تعالى: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [الحشر: ١٠].

<<  <   >  >>