١٢٥ - عن ابن عمرو (١) - رضي الله عنهما - مرفوعا «ستكون فتنة تستنظف العرب قتلاها في النار، اللسان فيها أشد من وقع السيف» رواه أبو داود.
١٢٦ - وله عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعا «ستكون فتنة صماء بكماء عمياء، من أشرف لها استشرفت له، وإشراف اللسان فيها كوقوع السيف» .
ــ
(١٢٥) رواه أبو داود الفتن ٤ / ١٠٢ رقم ٤٢٦٥ وابن ماجه الفتن ٢ / ١٣١٢ رقم ٣٩٦٧. والترمذي ٤ / ٤١١ رقم ٢١٧٨.
وفي إسناده زياد بن سليم مقبول.
تستنظف: تستوعبهم هلاكا من استنظف الشيء أخذه كله وقتلاها في النار: بسبب قتالهم على الدنيا واتباعهم الشيطان والهوى أي سيكونون في النار أو هم حينئذ في النار لأنهم يباشرون ما يوجب دخولهم النار.
قال القرطبي: بالكذب عند أئمة الجور ونقل الأخبار إليهم فربما ينشأ من ذلك من الغضب والقتل والجلاء والمفاسد العظيمة أكثر مما ينشأ من وقوع الفتنة نفسها.
(١٢٦) رواه أبو داود الفتن ٤ / ١٠٢ رقم ٤٢٦٤ وفي إسناده عبد الرحمن بن البيلماني ضعيف.
وقد وصفت الفتنة بهذه الأوصاف، بأوصاف أصحابها أي لا يسمع فيها الحق ولا ينطق به ولا يتضح الباطل عن الحق، وقيل لا يميزون فيها بين الحق والباطل ولا يسمعون النصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بل من تكلم فيها بحق أوذي ووقع في الفتن والمحن.
من أشرف لها: أي من اطلع عليها وقرب منها.
استشرفت له: أي اطلعت تلك الفتنة عليه وجذبتهم إليها.