للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[باب ازدراء النعمة والاستخفاف بحرمات الله]

" ٤١ " باب ازدراء النعمة والاستخفاف بحرمات الله (١)

[باب بغض الصالحين]

" ٤٢ " باب بغض الصالحين وقول الله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ} الآية: [الحشر: ١٠] .

٨٥ - عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه مرفوعا: " يقول الله تعالى: «من عادى لي وليا فقد بارزني بالحرب» . (٢) " معناه إذا خرج رجلان من الصفين للقتال وههنا من عادى ولي الله فهو مبارز الله بالحرب " (٣)

ــ

(٨٥) رواه البخاري الرقاق ١١ / ٣٤٠ رقم ٦٥٠٢ عن أبي هريرة بلفظ «من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب» . . . الحديث بطوله. ورواه ابن ماجه الفتن ٢ / ١٣٢٠ رقم ٣٩٨٩ من حديث عمر بن الخطاب بلفظ. . . . «وإن من عادى لله وليا فقد بارز الله بالمحاربة» . . . الحديث.

المراد بولي الله العالم بالله المواظب على طاعته المخلص في عبادته، وفي هذا الحديث تهديد شديد لمن يؤذي العلماء بالطعن فيهم وشتمهم أو الاستهزاء بطلبة العلم والعباد لأن من حاربه الله أهلكه وهذا في جانب المعاداة فكذلك يثبت في جانب الموالاة فمن والى أولياء الله وأحبهم أحبه الله وأكرمه.

ويستفاد من الحديث أن أداء الفرائض أحب الأعمال إلى الله، ولهذا من ترك الفرائض يعاقب على تركها بخلاف النفل، ولهذا كانت أحب إلى الله وأشد تقربا، وأيضا فالفرض كالأصل والأس والنفل كالفرع والبناء، وفي الإتيان بالفرائض على الوجه المأمور به امتثال الأمر واحترام الآمر بالانقياد إليه وإظهار عظمة الربوبية وذل العبودية فكان التقرب بذلك أعظم العمل، والذي يؤدي الفرض قد يفعله خوفا من العقوبة ومؤدي النفل لا يفعله إلا إيثارا للخدمة فيجازى بالمحبة التي هي غاية مطلوب من تقرب بخدمته قال بعض العلماء: يؤخذ من قوله «ما تقرب» . . . . . أن النافلة لا تقدم على الفريضة لأن النافلة إنما سميت نافلة لأنها تأتي زائدة على الفريضة فما لم تؤد الفريضة لا تحصل النافلة ومن أدى الفرض ثم زاد عليه النفل وأدام ذلك تحققت إرادة التقرب..


(١) بعد هذه الترجمة بياض في خ، ج وفي مخطوطة سماحة المفتي كذلك وأما مخطوطة الشيخ محمد بن عبد اللطيف فلم تذكر فيها هذه الترجمة أصلا.
(٢) أخرجه أي أخرجه البخاري دون مسلم.
(٣) ما بين قوسين غير موجود في المخطوطات الثلاث.

<<  <   >  >>