للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[باب الهلع والجبن]

" ٣٨ " باب الهلع والجبن وقول الله تعالى {إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا} إلى قوله {إِلَّا الْمُصَلِّينَ}

٧٩ - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال «شر ما في الرجل شح هالع؛ وجبن خالع» رواه أبو داود بسند جيد.

الهلع: أشد الجزع والفجر.

ــ

(٧٩) صحيح رواه أبو داود الجهاد ٣ / ١٢ رقم ٢٥١١ وأحمد ٢ / ٣٠٢، ٣٢٠ وابن أبي شيبة ٩ / ٩٨ وابن حبان ٨ / ٤٢ رقم ٣٢٥٠ والبخاري في التاريخ الكبير ٦ / ٨ وأبو نعيم في الحلية ٩ / ٥٠.

وذكر الشيخ ناصر في السلسة الصحيحة رقم ٥٦٠.

قال الخطابي: أصل الهلع الجزع، والهالع ههنا ذو الهلع، ويقال إن الشح أشد من البخل الذي يمنعه من إخراج الحق الواجب عليه فإذا استخرج منه هلع وجزع.

وقيل الشح يحمل على الحرص على المال، والجزع على ذهابه، وقيل هو أن لا يشبع كلما وجد شيئا بلعه، وقيل لا يجتمع الشح مع معرفة الله أبدا، فإن المانع من الإنفاق والجود خوف الفقر، وهو جهل بالله وعدم وثوق بوعده وضمانه ومن تحقق أنه الرزاق لم يثق بغيره.

وجبن خالع: أي شديد كأنه يخلع فؤاده من شدة خوفه والمراد به ما يعرض من أنواع الأفكار، وضعف الخوف من الخلع وهو نزع الشيء من الشيء بقوة يعني حين يمنعه من محاربة الكفار والدخول في عمل الأبرار فكأن الجبن يخلع القوة والنجدة من القلب أو يخلع المتصف به عن كونه من الفحول.

<<  <   >  >>