" ٤ " باب ذكر العجب وقول الله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ} روي عن ابن مسعود أنه قال: «الهلاك في اثنين - القنوط والعجب» .
٨ - عن أبي بكرة «أن رجلا ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم فأثنى عليه رجل خيرا فقال النبي صلى الله عليه وسلم " ويحك قطعت عنق صاحبك " ردده مرارا ثم قال: " إن كان أحدكم مادحا لا محالة فليقل أحسبه كذا وكذا إن كان يرى أنه كذلك وحسيبه الله ولا أزكي على الله أحدا» رواه البخاري ومسلم.
ــ
(٨) رواه البخاري كتاب الشهادات ٥ / ٢٧٤ رقم ٢٦٦٢ والأدب ١٠ / ٤٧٦ رقم ٦٠٦١، ٦١٦٢ ومسلم الزهد ٤ / ٢٢٩٦ رقم ٣٠٠٠ بنحوه.
قال الحافظ: " قال ابن بطال: حاصل النهي أن من أفرط في مدح آخر، بما ليس فيه، لم يأمن على الممدوح العجب، لظنه أنه بتلك المنزلة، فربما ضيع العمل والازدياد في الخير اتكالا على ما وصف به.
وللإعجاب أسباب، فمن أقوى أسبابه كثرة مديح المتقربين وإطراء المتملقين، الذين جعلوا النفاق عادة ومكسبا، فإذا وجدوه مقبولا في العقول الضعيفة أغروا أربابها باعتقاد كذبهم وجعلوا ذلك ذريعة إلى الاستهزاء بهم، قال بعض الحكماء من رضي أن يمدح بما ليس فيه فقد أمكن الساخر منه..