" ٥ " باب ذكر الرياء والسمعة وقول الله تعالى: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا}
١٠ - عن جندب بن عبد الله - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «من سمَّع سمَّع الله به ومن يرائي يرائي الله به» أخرجاه.
(قيل معنى من سمع سمع الله به أي فضحه يوم القيامة، ومعنى من
ــ
(١٠) رواه البخاري الرقائق ١١ / ٣٣٥ رقم ٦٤٩٩ والأحكام ١٣ / ١٢٨ رقم ٧١٥٢ ومسلم الزهد ٤ / ٢٢٨٩ رقم ٢٩٨٧.
الرياء مشتق من الرؤية، والرياء أصله طلب المنزلة في قلوب الناس بإيرائه خصال الخير.
والسمعة مشتقة من السماع، والمراد بها نحو ما في الرياء لكنها تتعلق بحاسة السمع والرياء بحاسة البصر.
ومعناه أن من عمل عملا على غير إخلاص، وإنما يريد أن يراه الناس ويسمعوه، جوزي على ذلك بأن يشهره الله ويفضحه ويظهر ما كان يبطنه، وقيل من قصد بعمله الجاه والمنزلة عند الناس، ولم يرد به وجه الله فإن الله يجعله حديثا عند الناس، الذين أراد نيل المنزلة عندهم، ولا ثواب له في الآخرة. قال تعالى:{مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ - أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} .