٢٥٣ - وعن أبي موسى - رضي الله عنه - مرفوعا «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا» أخرجاه.
٢٥٤ - ولهما عن النعمان بن بشير - رضي الله عنهما - مرفوعا «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى» .
ــ
(٢٥٣) رواه البخاري الصلاة ١ / ٥٦٥ رقم ٤٨١، ٢٤٤٦، ٦٠٢٦ ومسلم البر والصلة ٤ / ١٩٩٩ رقم ٢٥٨٥.
(٢٥٤) رواه البخاري الأدب ١٠ / ٤٣٨ رقم ٦٠١١ ومسلم البر ٤ / ١٩٩٩ رقم ٢٥٨٦. جاء في الفتح ١٠ / ٤٣٩.
قال ابن أبي جمرة الذي يظهر أن التراحم والتوادد والتعاطف وإن كانت متقاربة في المعنى لكن بينهما فرق لطيف فأما التراحم فالمراد به أن يرحم بعضهم بعضا بأخوة الإيمان لا بسبب شيء آخر، وأما التوادد فالمراد به التواصل الجالب للمحبة كالتزاور والتهادي، وأما التعاطف فالمراد به إعانة بعضهم بعضا كما يعطف الثوب عليه ليقويه.
قال القاضي عياض فتشبيه المؤمنين بالجسد الواحد تمثيل صحيح وفيه تقريب للفهم وإظهار للمعاني في الصور المرئية وفيه تعظيم حقوق المسلمين، والحض على تعاونهم وملاطفة بعضهم بعضا.
قال ابن أبي جمرة: شبه النبي صلى الله عليه وسلم الإيمان بالجسد وأهله بالأعضاء لأن الإيمان أصل وفروعه التكاليف فإذا أخل المرء بشيء من التكاليف شأن ذلك الإخلال بالأصل، وكذلك الجسد أصل الشجرة وأعضاؤه كالأغصان فإذا اشتكى عضو من الأعضاء اشتكت الأعضاء كلها كالشجرة إذا ضرب غصن من أغصانها اهتزت الأغصان كلها بالتحرك والاضطراب.