للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال - صلى الله عليه وسلم -: (( ... وَمَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً فَعَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ .. )) (١).

ولهذا قال السلف - كما سبق -: إن البدعة شر من الذنوب.

وقانا الله شر الجميع.

خامسًا: أن أصلَ الشرك، والضلال عن دين الله، والكفر به، كان سببه الابتداع.

قال ابن إسحاق:

((ويزعمون أن أولَّ ما كانت عبادة الحجارة في بني إسماعيل أنه كان لا يَظْعَنُ من مكة ظاعن منهم حين ضاقت عليهم، والتمسوا الفسح في البلاد، إلا حمل معه حجرًا من حجارة الحرم؛ تعظيمًا للحرم، فحَيْثُمَا نزلوا وضعوه، فطافوا به كطوافهم بالكعبة، حتى بلغ ذلك بهم إلى أن كانوا يعبدون ما استحسنوا من الحجارة وأعجبهم، حتى خلف الخلوف، ونسوا ما كانوا عليه، واستبدلوا بدين إبراهيم وإسماعيل غيره، فعبدوا الأوثان، وصاروا إلى ما كانت عليه الأمم قبلهم من الضلالات)) (٢).

قلت: وكذلك كان من أسباب الشرك البدعُ التي أحدثها قوم نوح في صالحيهم {وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا}. (٣)


(١) مسلم (٤/ ٢٠٥٩ و ٢٠٦٠).
(٢) السيرة (١/ ٨٢).
(٣) انظر السيرة لابن هشام (١/ ٨٣)، وابن كثير عند تفسيره لهذه الآية من سورة نوح.

<<  <   >  >>