وقال ابن القيم رحمه الله:
((قال تعالى: {فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ .. } الآية.
فقسم الأمر إلى أمرين لا ثالث لهما، إما الاستجابة لله والرسول وما جاء به، وإما اتباع الهوى، فكل ما لم يأتِ به الرسول فهو من الهوى)) (١).
فإذا رأيت العالم أو الداعية لا يدندن على الاتباع، ولا يَحُثُّ عليه، فاعلم أنه ليس من أهله، ومن لم يكن من أهل الاتباع، كان من أهل الهوى والابتداع.
وقد حدثني الثقات بوقائعَ عجيبة صدرت من بعض المسلمين، فيها من الاستخفاف والسخرية بسلفنا الصالح ما لا يكاد يُصَدَّقُ لولا ثبوتها، منها:
أَنَّ محتجًا احتج بفهم ابن عباس في تفسير آية ..
فقال له الحجوج: ومن ابن عباس؟ ! استنكارًا واستهزاءً.
واحتججت مرة على رجل بحديث، فأنكره ..
فقلت: رواه أبو داود.
فقال مستهزئًا: ومن أبو طنّوس؟
كل ذلك بسبب سوء التربية التي عليها الكثير من الجماعات الإسلامية، من إهمالهم للعلم، وانشغالهم عنه بالقيل والقال، والواقع، والسياسات.
سابعًا: إن لازم كل مبتدع أن دين الله ناقص، وأن الله - عز وجل - لم يكمل دينه، وأن رسوله - صلى الله عليه وسلم - لم يتعبد العبادة الكاملة.
قال الإمام مالك -رحمه الله-:
(١) إعلام الموقعين (١/ ٤٧).
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute