فكم ضل المعرضون عن الاتباع، فسقطوا في حمأة الابتداع، والافتراء على الله .. فحرفوا النصوص، وسفكوا الدماء، واعتقدوا الباطل، وهم يظنون أنهم يحسنون صنعًا، فولاهم الله ما تولوا من الضلال.
قال ابن كثير عند قوله تعالى: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (١٠٣) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (١٠٤)} [الكهف: ١٠٣ - ١٠٤]:
((قال سعد بن أبي وقاص:"هم اليهود والنصارى".
وقال علي بن أبي طالب، والضحاك، وغير واحد:"هم الحرورية"، أي: الخوارج.
وهذا يعني أن الآية تشمل الحرورية، كما تشمل اليهود والنصارى.
ثم قال ابن كثير: هي أَعَمُّ من هذا ... وإنما هي عامة في كل مَنْ عَبَدَ اللَّهَ على غير طريقة مرضية، يحسب أنه مصيب فيها، وأن عمله مقبول، وهو مخطئ، وعمله مردود)).
(١) الاعتصام (١/ ٨٢)، ورواه ابن ماجه (رقم ٤٩)، مرفوعًا، ولا يصح.