للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فاحذر -يا عبد الله- أن تكون منهم، فوالله لهي أخوف آية في كتاب الله لِمَنْ خاف بطلان عمله، وخاف عذاب الآخرة.

وأما عذاب الآخرة، فقال تعالى: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [الشورى: ٢١].

وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار)) (١).

أي: صاحبها في النار.

ثم بعد كتابة ما تقدم عثرتُ على كلام نفيس لابن القيم -رحمه الله- يلخص فيه خطورة الابتداع، ففرحتُ به، أنقله وَإِنْ طال بنا المقام، وتكررالكلام؛ وذلك لأهميته، وصدوره مِنْ قِبَلِ هذا الإمام الْفَذِّ.

قال -بعد أن ذكر أن أحب شيء للشيطان أن يظفر بالإنسان في عقبة الكفر والشرك، فَإِنْ فاته الإنسان فيها فـ-: ((الظفر به في عقبة البدعة أحب إليه -أي: من المعصية-؛ لمناقضتها الدين، وَدَفْعِهَا لِمَا بعث الله به رسوله، وَصَاحِبُهَا لا يتوب منها، ولا يرجع عنها، بل يدعو الخلقَ إليها ..

ولتضمنها القول على الله بلا علم، ومعاداة صريح السنة، ومعاداة أهلها، والاجتهاد على إطفاء نور السنة، وتولية من عزله الله ورسوله، وعزل من وَلَّاه الله ورسوله، واعتبار ما ردَّه الله ورسوله، ورد ما اعتبره، وموالاة من عاداه، ومعاداة من والاه، وإثبات ما نفاه، ونفي ما أثبته، وتكذيب الصادق، وتصديق الكاذب، ومعارضة الحق بالباطل،


(١) مسلم (٢/ ٥٩٢ و ٥٩٣) دون زيادة: ((وكل ضلالة في النار)) وأخرجه النسائي بهذه الزيادة (٢/ ١٨٨) وصححها شيخنا في ((صحيح النسائي)).

<<  <   >  >>