للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتقصيرنا في حق ربنا .. الأمر الذي يدفعنا إلى الأمر التالي، وهو:

سادسًا: إهمال تربية أنفسنا، ومراجعة حساباتنا؛ لأننا اعتقدنا -خطأ- أن المصائب ليست بسببنا، بل هي بسبب الكفار الذين عجزنا عن مقاومتهم .. وإذن فلا نلتفت إلى أنفسنا، ولا نصلح أعمالنا، ولا نسد ثغراتنا، ولا يزداد قربنا من الله الذي بيده النصر والتمكين.

قال تعالى: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [آل عمران: ٢٦].

سابعًا: سوء الظن بالله العلي القدير، وأنه لم يُوَفِّ بوعده في نصر المؤمنين.

إن الاعتقاد بأن الكفار يفعلون كل شيء، وأنهم وراء كل شيء، وأن بيدهم كل شيء، وأننا لم نقصر في شيء، يدفع الناس -إذن- إلى التساؤل:

أين الله؟ !

أين نَصْرُهُ الذي وَعَدَ؟ ! ؟

وأين قدرته التي لا تُغْلَبُ؟ !

وإذا كنا نستحق النصر .. فلماذا لا ننتصر؟ ؟ ! !

وإذا كنا نستحق النصر ولم ننصر:

فإما أن الله أخلف وعده، أو أنه عجز عن نصرنا، وعن رَدِّ قوة الكافرين وبأسهم عَنَّا ..

<<  <   >  >>