للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله: {مَنْ آمَنَ} (من) شرطية في موضع رفع بالابتداء، والخبر فعل الشرط وهو {آمَنَ}، أو الجزاء وهو {فَلَا خَوْفٌ}، والجملة خبر إن، أو خبر {وَالصَّابِئُونَ}: على الخلاف المذكور آنفًا، والراجع إلى اسم إن محذوف تقديره من آمن منهم، بشهادة قوله في "البقرة": {مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ} (١) ولك أن تجعل {مَنْ} موصولة في موضع نصب على البدل من اسم إن وما عطف عليه، أو من المعطوف عليه، وخبر إن {فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ}، ودخلت الفاء في الخبر لِتَضَمُّنِ اسم إن معنى الشرط، وقد ذكر (٢).

{لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلًا كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُوا وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ (٧٠)}:

قوله عز وجل: {كُلَّمَا جَاءَهُمْ} ظرف لـ {كَذَّبُوا} وفيه معنى الشرط، فلابد له من جواب، وجوابه: {كَذَّبُوا}. {جَاءَهُمْ رَسُولٌ} أي: رسول منهم.

{بِمَا لَا تَهْوَى} يحتمل أن يكون (ما) موصوفًا، وأن يكون موصولًا، وعائده محذوف، أي: بما لا تهواه.

{فَرِيقًا}: نصب بكذّبوا، و {فَرِيقًا} الثاني نصب بيقتلون، و {يَقْتُلُونَ} بمعنى قتلوا، وإنما جيء به على لفظ المضارع على حكاية حال ماضية، كما قال: {هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ} (٣).

{وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُوا وَصَمُّوا ثُمَّ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (٧١) لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَابَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي


(١) الآية (١٢٦).
(٢) تقدمت آية البقرة وتأخر إعراب (والصابئين) بالنصب في (د) عما هو عليه هنا.
(٣) سورة القصص، الآية: ١٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>