للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (٧٢)}:

قوله عز وجل: {وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ} قرئ: بالنصب (١)، على أَنَّ (أنْ) هي الناصبة للفعل كالتي في قوله: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا} (٢) والحِسبان على بابه.

وقرئ: (أن لا تكونُ) بالرفع (٣)، على أنّ أنْ هي المخففة من الثقيلة، كالتي في قوله: {أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ} (٤)، والتقدير: وحسبوا أنه لا تكون فتنة، فخففت أنّ وحذف ضمير الشأن، ودخول (لا) عوض من التخفيف، ومن وقوع الفعل بعدها، ولا يكون التخفيف مع الفعل إلّا بعد وجود أحد الأحرف الأربعة التي هي: لا، وقد، وسوف، والسين، نحو: علمت أن قد خرج زيد، وعلمت أن لا يخرج زيد، وأن سيخرج زيد، وأن سوف يخرج زيد، ولو قلت: علمت أن خرج زيد، وأن يخرج زيد، من غير واحد من هذه الأحرف لم يجز. ولو قلت: علمت أنْ زيد قائم، جاز من غير تعويض، كبيت الكتاب:

١٨٨ - في فتيةٍ كسيوفِ الهندِ قد عَلِمُوا ... أَنْ هالكٌ كُلُّ من يَحْفَى وينتَعِلُ (٥)

أصله: أنه هالك، فخففت أنَّ وحذف ضمير الشأن.


(١) قرأها المدنيان، والابنان، وعاصم كما سيأتي.
(٢) سورة الجاثية، الآية: ٢١.
(٣) قرأ بها البصريان، وحمزة، والكسائي، وخلف: انظر القراءتين في السبعة / ٢٤٧/.
والحجة ٣/ ٢٤٦، والمبسوط / ١٨٧/، والنشر ٢/ ٢٥٥.
(٤) سورة القيامة، الآية: ٣.
(٥) البيت للأعشى من معلقته، وهو من شواهد سيبويه ٢/ ١٣٧، والمقتضب ٣/ ٩، والخصائص ٢/ ٤٤١، والمحتسب ١/ ٣٠٨، والمقتصد ١/ ٤٨٣، والمفصل/ ٣٥٥/ وانظر معلقة الأعشى في شرح النحاس ٢/ ١٤٠، وشرح التبريزي / ٣٣٨/ ففيهما روايات أخرى للبيت.

<<  <  ج: ص:  >  >>