للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الأدنى، أو الشيء الأدنى، وهو من الدنوِّ الذي بمعنى القُرْب؛ لأنه عاجل قريب، وقد جوز أن يكون من دنوِّ الحال وسقوطها وقلتها (١).

وقوله: {سَيُغْفَرُ لَنَا} (لنا) قائم مقام الفاعل، وقد جوز أن يكون الفاعل الأخذ الذي هو مصدر يأخذون.

وقوله: {أَلَمْ يُؤْخَذْ} الهمزةُ للاستفهام دخلت على (لم) للتقرير فأزالت معنى النفي بدخولها.

{أَنْ لَا يَقُولُوا}، أي: بأن لا يقولوا، أو كراهة أن يقولوا، ولك أن تجعل {أَنْ لَا يَقُولُوا} عطف بيان لـ {مِيثَاقُ الْكِتَابِ}، أو بدلًا منه، فيكون في موضع رفع، وقد جوز أن تكون (أن) مفسرة، و (لا يقولوا) نهيًا، كأنه قيل: ألم يُقَل لهم: لا يقولوا (٢).

وقوله: {وَدَرَسُوا مَا فِيهِ} يحتمل أن يكون عطفًا على {وَرِثُوا} وما بينهما اعتراض، وأن يكون عطفًا على {أَلَمْ يُؤْخَذْ}، لأنه تقرير، كأنه قيل: أخذ عليهم ميثاق الكتاب ودرسوا ما فيه.

وقرئ: (وُرِّثوا الكتاب) على البناء للمفعول (٣)، وهذه القراءة في المعنى ترجع إلى قراءة الجماعة؛ لأنهم لا يرثون حتى يورَّثُوا.

وقرئ: (وادَّارسوا) (٤) بمعنى تدارسوا، كقوله تعالى: {ادَّارَكُوا} والعمل فيهما واحد، وقد ذكر (٥).


(١) جوزه الزمخشري ٢/ ١٠١. وانظر القولين في النكت والعيون ٢/ ٢٧٥. وزاد المسير ٣/ ٢٨١.
(٢) جوزه الزمخشري ٢/ ١٠٢.
(٣) نسبت إلى الحسن البصري - رَحِمَهُ اللهُ -. انظر المحرر الوجيز ٧/ ١٩٥. والبحر المحيط ٤/ ٤١٦. والإتحاف ٢/ ٦٧٠.
(٤) شاذة قرأها أبو عبد الرحمن السلمي. انظر إعراب النحاس ١/ ٦٤٨. والمحتسب ١/ ٢٦٧.
(٥) انظر إعرابه للآية (٣٨) من هذه السورة.

<<  <  ج: ص:  >  >>