للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقلبها ياء خالصة، لانكسار ما قبلها، وهو في المرتبة دون الثاني (١).

وحذفها مع ضم الزاي (٢).

وحذفها مع إبقاء الزاي على حركتها (٣)، وكلاهما ضعيف لما في أحدهما من الحذف والنقل، أو الحذف والتغيير، كالقاضون والغازون، وفي الآخر إلى ما لا يوجد في كلام القوم، وهو واو ساكنة قبلها كسرة، فاعرفه، فإنّ فيه أَدْنى غُموض.

{اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (١٥)}:

قوله عز وجل: {اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ}. (الله يستهزئ بهم): أي يجازيهم جزاءَ استهزائهم، وسمي جزاء الاستهزاء باسمه، لأنه مثله في الصورة، كقوله: {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا} (٤)، وقوله: {فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ} (٥). والعرب تسمي الشيء باسم الجزاء عليه، على طريق التشاكل والازدواج (٦).

قيل: وإنما قال: {اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ} ولم يقل: مستهزئٌ بهم، لأن يستهزئ يفيد حدوث الاستهزاء وتَجَدُّدَهُ وقتًا بعد وقت، وهكذا كانت نكايات الله فيهم وبلاياه النازلة بهم، على ما فُسِّرَ (٧).

{وَيَمُدُّهُمْ}: عطف على {يَسْتَهْزِئُ}. {فِي طُغْيَانِهِمْ}. متعلق بـ {وَيَمُدُّهُمْ}، ولك أن تعلقه بـ {يَعْمَهُونَ}.


(١) يعني (مستهزِيُون) وهذا مذهب الأخفش. انظر إعراب النحاس ١/ ١٤٠ - ١٤١، والمحرر الوجيز ١/ ١٢٤.
(٢) يعني (مستهزُون) وهي قراءة أبي جعفر من العشرة. انظر المبسوط/ ١٠٦/.
(٣) ذكره البنا في إتحاف فضلاء البشر ١/ ٣٧٩.
(٤) سورة الشورى، الآية: ٤٠.
(٥) سورة البقرة، الآية: ١٩٤.
(٦) انظر في هذا تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة/٢٧٧/، ومعاني الزجاج ١/ ٩٠.
(٧) كذا فسره الزمخشري ١/ ٣٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>