للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

و {يَعْمَهُونَ}: في موضع نصب على الحال من الهاء والميم في {وَيَمُدُّهُمْ}.

{وَيَمُدُّهُمْ} أي: يتركهم ويطيل لهم، من مَدَّ الجيشَ، وأمدَّه: إذا زاده وألحق به ما يقويه ويكثره. وكذلك مَدَّ الدواةَ وأمدها: زادها ما يصلحها.

والطغيان: مصدر قولك: طغَا فلان يطغَا بالفتح فيهما، ويطغو أيضًا، وطَغِيَ يَطْغَى أيضًا، بكسر العين في الماضي وفتحها في الغابر، إذا جاوز الحد، وكلُّ مجاوزٍ حدّه في العصيان طاغٍ.

والطُغْيان، والطُغْوان، والطغوى: مصادرُ بمعنىً. وحُكي كسر الطاء في الطِّغيان، وبه قرأ بعضهم (١)، وهما لغتان بمعنىً، كاللُّقيان واللِّقيان فاعرفه.

والطُّغيان، والعتُوُّ، والبغيُ، والاستعلاء، والتطاول، نظائر في المعنى.

والعَمَهُ: مثل العَمَى، إلا أن العَمَى عامٌّ في البصر والرأي، والعَمَهُ في الرأي خاصة، وهو التحير والتردد لا يَدري أين يتوجه. يقال: عَمِه الرجل يَعْمَهُ بكسر العين في الماضي وفتحها في الغابر، عَمَهًا وعموهًا وعَمَهانًا، فهو عامِهٌ وعَمِهٌ، إذا تحير، والجمع: عُمَّهٌ.

{أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (١٦)}:

قوله عز وجل: {أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا}: (أولئك): رفع بالابتداء، و {الَّذِينَ}: خبره، و {بِالْهُدَى}: تمام الصلة.

وأصلُ {اشْتَرَوُا}: اشْتَرَيُوا، فقلبت الياء ألفًا لتحركها وانفتاح ما قبلها، ثم حُذفت لسكونها وسكون واو الجمع بعدها، وبقيت فتحة الراء قبلها تدل عليها. وقيل: بل أسكنت الياء تخفيفًا، ثم حذفت لما ذكرت آنفًا،


(١) هو زيد بن علي كما في الكشاف ١/ ٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>