للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَحُرِّكَتِ الواو لالتقاء الساكنين بالضمِّ وهو الأشيع، وبالكسر على أصل التقاء الساكنين، وبالفتح للتعديل، وقد قرئ بهن (١).

فإن قلتَ: لم كان الضم فيها الأشيع؟ قلت: لأنها واو جَمْعٍ، فأرادوا الفرق بينها وبين واو (أو) و (لو)، هذا مذهب صاحب الكتاب رحمه الله (٢).

وقيل: لأن الضم هنا أخف من الكسر، لأنه من الواو، عن ابن كيسان (٣).

وقيل: حُرِّكت بحركة الياء المحذوفة، عن الفراء (٤).

وقال الزجاج: اختير لها الضم، لأنها واو جمعٍ، فضُمَّتْ كما ضُمَّت النون في (نحنُ) (٥)، وقيل: ضمت لأنها ضمير فاعلٍ، فهي كالتاء في فعلتُ (٦). وقد أجيز همزُها لانضمامها، على إجراء غير اللازم مُجرى اللازم (٧).

ومعنى اشتراء الضلالة بالهدى: اختيارها عليه، واستبدالها به، على


(١) أما الضم فهو قراءة الجمهور، ونقل أبو علي في الحجة ١/ ٣٦٨ أنه اتفاق.
وأما الكسر فقراءة شاذة ذكرها النحاس في إعرابه ١/ ١٤٢، وابن جني في المحتسب ١/ ٥٤ عن ابن أبي إسحاق، ويحيى بن يعمر.
وأما الفتح: فنسبها النحاس وتبعه ابن عطية ١/ ١٢٧ إلى أبي السمال قعنب العدوي. قال الزجاج ١/ ٨٩: وهو شاذ جدًّا.
(٢) كتاب سيبويه ٤/ ١٥٥.
(٣) حكاه عنه: النحاس ١/ ١٤٢، ومكي ١/ ٢٦، وابن كيسان هو محمد بن أحمد بن إبراهيم بن كيسان أبو الحسن النحوي، أخذ عن المبرد وثعلب فحفظ المذهبين البصري والكوفي، له عدة تصانيف منها المهذب في النحو، ومعاني القرآن. توفي سنة تسع وتسعين ومائتين، وقيل: عشرين وثلاثمائة.
(٤) كذا في المصدرين السابقين أيضًا.
(٥) معاني القرآن للزجاج ١/ ٨٩ وحكاه عنه النحاس ومكي في الموضعين السابقين.
(٦) قاله العكبري في التبيان ١/ ٣٢.
(٧) يعني (اشترؤا) جوزها الكسائي كما في إعراب النحاس ١/ ١٤٢ (انظر الحاشية) ومشكل مكي ١/ ٢٥ - ٢٦، وهي لغة قيس، حكاها ابن جني في المحتسب ١/ ٥٥ عن قطرب. لكنهنم ضعفوا ذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>