للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْرًا لَهُمْ وَإِنْ يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (٧٤)}:

قوله عز وجل: {مَا قَالُوا} جواب قسم دل عليه {يَحْلِفُونَ}.

وقوله: {وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا} أي: قصدوا وأرادوا ما لم يُدركوه، يقال: هممت بالشيء أهمُّ همًا، إذا قصدته وأردته.

وقوله: {وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ}، اختلف في مفعول {نَقَمُوا}:

فقيل: {أَنْ} وما اتصل بها مفعوله، والتقدير: وما كرهوا إلّا إغناء الله إيّاهم.

وقيل: مفعوله محذوف، و {أَنْ} وما عملت فيه مفعول من أجله، أي: وما كرهوا الإِيمان إلَّا للإِغناء (١).

{وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ (٧٥) فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (٧٦) فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (٧٧) أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللَّهَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (٧٨)}:

قوله عز وجل: {وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ} (مَن) موصول مبتدأ، وخبره {مِنْهُمْ}.

وقوله: {لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ} اللام لام اليمين، وفي الكلام


(١) القولان في التبيان ٢/ ٦٥١ أيضًا، وانظر الدر المصون ٦/ ٨٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>