للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

و {مَدْيَنَ} لا ينصرف للتأنيث والتعريف.

والمؤتفكات: قيل: مدائن قوم لوط (١). وقيل: قُريَّاتُ قوم لوط (٢). وهي جمع مؤتفكة، وهي المنقلبة، يقال: ائتفكت البلدة بأهلها، أي: انقلبت، وقيل: وائتفاكهن: انقلاب أحوالهن من الخير إلى الشر (٣).

{وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (٧٢)}:

قوله عز وجل: {خَالِدِينَ} حال من المؤمنين والمؤمنات، وهي حال مقدرة وقد ذكر قبيل (٤).

وقوله: {وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ} ابتداء وخبر، و {مِنَ اللَّهِ} في موضع رفع على النعت لـ (رضوانٌ). والرضوان: الرضا، أي: وشيء من رضاه أكبر من ذلك كله، لأن رضاه هو سبب كل فوز وسعادة.

وقوله: {ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} (ذلك) إشارة إلى كل ما وصفه ووعد به، وقيل: إلى الرضوان، أي: هو الفوز العظيم وحده دون ما يعدّهُ الناس فوزًا (٥).

{يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (٧٣)}:

قوله عز وجل: {وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} المخصوص بالذم محذوف وهو جهنم، أي: وبئس المرجع جهنم.


(١) هذا قول قتادة كما في معاني النحاس ٣/ ٢٣٢.
(٢) انظر الطبري ١٠/ ١٧٨. والكشاف ٢/ ١٦٢. وزاد المسير ٣/ ٤٦٨. وهذا القول كالذي قبله في المعنى.
(٣) قاله الزمخشري ٢/ ١٦٢. وحكاه الرازي ١٦/ ١٠٣ بلفظ قيل كما عند المؤلف، ولم أجده لغيرهم.
(٤) انظر إعرابه للآية (٦٨) من هذه السورة.
(٥) الكشاف ٢/ ١٦٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>