للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

خالفة، وهي المرأة التي تخلف في البيت، وقيل: المراد بالخوالف هنا: المتخلفون الذين لا خير فيهم، يقال: فلانٌ خَالِفَةُ قومِه، وخالِفُ قومِه، إذا كان متخلفًا لا خير فيه، إلَّا أن فاعلًا إذا كان صفة لا يجمع على فواعل إلَّا في حرفين وهما: فارس وهالك (١).

{وَجَاءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ وَقَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (٩٠)}:

قوله عزَّ وجلَّ: {وَجَاءَ الْمُعَذِّرُونَ} الجمهور على فتح العين وتشديد الذال وفيه وجهان:

أحدهما: أنه من عذّر في الأمر، إذا قصر فيه وتوانى ولم يجدّ، وحقيقته أن يوهم أن له عذرًا فيما يفعل ولا عذر له، يعضده ما روي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه كان يقرأ: (وجاء المعْذِرون) من أعذر، ويقول: والله لهكذا أُنزلت، وكان يقول: لعن الله المعذّرين (٢).

قال الجوهري: كأن الأمر عنده أن المعذِّرَ بالتشديد هو المظهر للعذر اعتلالا من غير حقيقة له في العذر، وهذا لا عذر له (٣).

والثاني: أنه من اعتذر، والاعتذار يكون بحقٍّ ويكون بباطل، والأصل المعتذرون؛ فأُدغمت التاء في الذال بعد نقل حركتها إلى العين وقلبها ذالًا. ويجوز في العربية كسر العين لالتقاء الساكنين وضمها إتباعًا للميم (٤). ولا ينبغي لأحد أن يقرأ بهما لأنَّ القراءة سنةٌ متبعة، ولم تثبت بهما قراءة.


(١) انظر هذا المعنى في إعراب النحاس ٢/ ٣٤.
(٢) كذا حكى الجوهري (عذر) هذا القول عن ابن عباس - رضي الله عنهما -، وانظر هذه الرواية التي هي عن طريق الكلبي - وهو ضعيف - في معاني الفراء ١/ ٤٤٨. وزاد المسير ٣/ ٤٨٤.
(٣) الصحاح الموضع السابق.
(٤) كذا أيضًا في معاني الزجاج ٢/ ٤٦٤. والصحاح (عذر).

<<  <  ج: ص:  >  >>