للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والنهي عن المنكر، والحفظ لحدود الله، وليسوا كمن يأمر بالخير ولا يأتيه.

وقيل: دخلت إعلامًا بأن السبعة عندهم عدد تام، ولذلك قالوا: سبع في ثمانية، أي: سبع أذرع في ثمانية أشبار، وإنما دلت الواو على ذلك؛ لأنَّ الواو تؤذن بأن ما بعدها غير ما قبلها، ولذلك دخلت في باب عطف النسق (١).

وما يذكر من واو الثمانية فليس بشيء عند أهل العربية، فلذلك أضربت عنه (٢).

واختلف في {السَّائِحُونَ}، فقيل: هم الصائمون، شُبِّهوا بذوي السياحة في امتناعهم من شهواتهم.

وأصل السياحة الاستمرار على الذهاب في الأرض، وفي الحديث: "لا سياحة في الإسلام" (٣). وفيه: "سياحة أمتي الصوم" (٤). وفيه: "سياحة أمتي الجهاد" (٥).

وبه فسر بعضهم الآية فقال: هم المجاهدون (٦). وقيل: طلاب


(١) قاله العكبري ٢/ ٦٦٢.
(٢) انظر هذا المعنى في المحرر الوجيز ٢٨٧/ ٨ فقد أطال الحديث عنها، وانظر زاد المسير ٣/ ٥٠٦. ومفاتيح الغيب ١٦/ ١٦٢ - ١٦٣ وقد ذكر الرازي ثلاثة معان أخر غير ما تقدم.
(٣) بهذا اللفظ أورده الزمخشري في الفائق ٢/ ١٢٢. وابن الجوزي في غريب الحديث ١/ ٥١٢. وابن الأثير في النهاية ٢/ ٤٣٢. ويشهد له حديث أبي داود الآتي.
(٤) بهذا اللفظ ذكره الماوردي في النكت والعيون ٢/ ٤٠٧ وقال: رواه أبو هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا. قلت: أخرجه الطبري ١/ ٣٧١. والبيهقي في شعب الإيمان ٣/ ٢٩٣ مرفوعًا ومرسلًا بلفظ: "السائحون هم الصائمون". وقال ابن كثير في التفسير ٢/ ٤٠٧ عن المرسل: وهذا مرسل جيد، وهذا أصح الأقوال وأشهرها. قلت: وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: سياحة هذه الأمة الصيام. أسنده الطبري، وقال ابن عطية ٨/ ٢٨٦: وروي أنه من كلام النبي - صلى الله عليه وسلم -.
(٥) أخرجه أبو داود في الجهاد، باب في النهي عن السياحة (٢٤٨٦). وأخرجه البيهقي في الشعب ٤/ ١٤. وصححه الحاكم في المستدرك ٢/ ٧٣ ووافقه الذهبي في تلخيصه.
(٦) هذا قول عطاء، انظر معالم التنزيل ٢/ ٣٣٠ وزاد المسير ٣/ ٥٠٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>