للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الزمخشري: لما نفى عنهم البرهان، جعلهم غير عالمين، فدل على أن كل قول لا برهان عليه لقائله، فذاك جهل وليس بعلم (١).

{مَتَاعٌ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذَابَ الشَّدِيدَ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ (٧٠)}:

قوله عز وجل: {مَتَاعٌ فِي الدُّنْيَا} فيه وجهان:

أحدهما: خبر مبتدأ محذوف، أي: ذلك متاع في الدنيا، أي: افتراؤهم منفعة قليلة في الدنيا، والمتاع: المنفعة وما يتمتع به.

والثاني: مبتدأ، وخبره محذوف، أي: فلهم منفعة قليلةٌ يتمتعون بها في الدنيا، أو لهم تمتع فيها، فيكون بمعنى المصدر، وقد ذكر فيما سلف من الكتاب.

{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَاقَوْمِ إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلَا تُنْظِرُونِ (٧١) فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (٧٢) فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَجَعَلْنَاهُمْ خَلَائِفَ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ (٧٣)}:

قوله عز وجل: {إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ} (إذ) ظرف ومعمول للنبأ، أي: اقرأ على قومك خبر نوح - عليه السلام - حين قال لقومه كيت وكيت.

وقوله: {فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ} في: الفاء جواب الشرط، أي: فوضت أمري إلى الله.

وقوله: {فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ} الفاء للعطف، عطفت على جواب الشرط المذكور آنفًا.


(١) الكشاف ٢/ ١٩٦ - ١٩٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>