للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والجمهور على البناء للفاعل في {نَدْعُو كُلَّ}، وقرئ: (يُدْعَوْ) بضم الياء وفتح العين وواو بعدها، ورفع (كل) على البناء للمفعول (١)، على قلب الألف واوًا، والأصل يُدْعَا، وبه قرأ بعض القراء (٢) على لغة من يقول: أَفْعَوْ وحُبْلَوْ، وذكر ذلك صاحب الكتاب رحمه الله تعالى، وأكثر هذا القلب إنما يكون في الوقف، وإجراء الوصل مجرى الوقف غير مُنْكَرٍ في كلام القوم.

وقد جُوِّزَ أن تكون الواو في (يُدْعَوْ) علامة الجمع، كما في {وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا} (٣) على أحد الأوجه (٤). قال الزمخشري: والرفع مقدر كما في (يدعى) فيمن قرأ ولم يؤتِ بالنون قِلَّةَ مبالاة بها؛ لأنها غير ضمير، ليست إلا علامة، انتهى كلامه (٥).

وليس قول من قال (٦): إنها ضمير - والأصل يُدْعَوْن، فحذف النون، و (كُلُّ) بدل من الضمير - بمستقيم، لأن النون الذي هو علم الرفع لا يجوز حذفه إلا بعامل ناصب أو جازم فاعرفه.

والباء في {بِإِمَامِهِمْ} يحتمل أن يكون من صلة {نَدْعُو} لأن كل أناس يُدْعَى بإمامه في ذلك اليوم، فيقال: يا أتباع فلان, أو يا أهل دين كذا، أو كتاب كذا على ما فسر (٧). وأن يكون حالًا من {كُلَّ أُنَاسٍ} أي: ندعوهم مختلطين بإمامهم، على: ندعوهم وإمامهم، أو معهم إمامهم، أي كتابهم الذي في أعمالهم.


(١) نسبت هذه القراءة إلى الحسن - رحمه الله -. انظر معاني الفراء ٢/ ١٢٧. والمحتسب ٢/ ٢٢. والكشاف ٢/ ٣٦٩. والمحرر الوجيز ١٠/ ٣٢٥. والتبيان ٢/ ٨٢٨.
(٢) قرأها الحسن كما في مختصر الشواذ / ٧٧/. والمحرر الوجيز الموضع السابق. ونسبت في زاد المسير ٥/ ٦٤ إلى أبي عمران الجوني.
(٣) سورة الأنبياء، الآية: ٣.
(٤) على لغة (أكلوني البراغيث).
(٥) الكشاف ٢/ ٣٦٩.
(٦) هو العكبري ٢/ ٨٢٨.
(٧) انظر جامع البيان ١٥/ ١٢٦ - ١٢٧. وإعراب النحاس ٢/ ٢٥٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>