للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أي: قلنا لهم على لسان الرسول: اعبدوا الله.

{وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاءِ الْآخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ (٣٣) وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَرًا مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذًا لَخَاسِرُونَ (٣٤) أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ (٣٥)}:

قوله عز وجل: {وَلَئِنْ} اللام جواب قسم محذوف، وإن شرطية. {إِنَّكُمْ} جواب القسم، وقد سد جواب الشرط (١)، وقد ذكر نظيره في غير موضع (٢).

وقوله: {أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ} الهمزة للاستفهام ومعناه الإنكار، ومحل (أنَّ) الأولى النصب بيعد لعدم الجار وهو الباء، أو الجر على إرادته، على الخلاف المشهور المذكور في غير موضع، أي: أيعدكم هذا المدعي للنبوة بأنكم، وفي الكلام حذف مضاف، أي: بأن إخراجكم، ثم حذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه.

و{إِذَا مِتُّمْ} هو الخبر أعني خبر (أَنَّ)، لأنه ظرف زمان، وظروف الزمان تكون أخبارًا للأحداث، نحو: القتال يوم الجمعة. ولا بد من تقدير حذف المضاف الذي هو الإخراج ليصح أن يكون {إِذًا} خبرًا وإلا فلا، ولك ألا تقدر حذف المضاف وتضمر الخبر، يدل عليه خبر (أَنَّ) الثانية، و {إِذَا} معمول ذلك الخبر المحذوف، أي: أيعدكم أنكم مخرجون من قبوركم أحياء إذا متم وصرتم عظامًا بالية؟

ومحل (أَنَّ) الثانية أيضًا النصب وهي بدل من الأولى، لأنها قد تمت باسمها وخبرها أعني الأولى على التقديرين المذكورين آنفًا، هذا مذهب


(١) كذا وردت هذه العبارة في الجميع، وقد تقدم مثلها فيما سبق.
(٢) انظر إعرابه للآية (١٥٧) من آل عمران، والآية (٧٣) من النساء.

<<  <  ج: ص:  >  >>