للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بعدوا بعدًا، أي: هلكوا، يقال: بَعُدَ بُعْدًا وبَعَدًا، إذا هلك، وقد مضى الكلام عليه في سورة هود بأشبع من هذا (١).

يقال في الدعاء عليه: بعدًا له، أي: هلاكًا له. واللام لبيان من دُعِيَ عليه بالبعد، وهذه كلمة يُدعَى بها على من يراد به السوء، وقيل: هو خبرٌ لا دعاء، والمعنى: أبعدهم الله من الرحمة (٢).

وقوله: {ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى} (تترى) فَعْلَى من المواترة، وهي المتابعة، قال الأصمعي: يقال: واترت الخبر، أي: أتبعت بعضه بعضًا وبين الخبرين هنيهة (٣). وأصله: وَتْرَى، التاء بدل من الواو كما في تراث، وتخمة، وتَيْقُور (٤).

وقرئ: بالتنوين (٥)، وفي ألفه وجهان، أحدهما: للإلحاق كالتي في أَرْطَى، ومِعْزَى. والثاني: بدل من التنوين كالتي في نحو: حمدًا، وشكرًا.

وبتركه (٦)، وألفه للتأنيث كالتي في الدعوى والتقوى. قيل: والتنوين وتركه لغتان فصيحتان، فالتنوين لغة قريش وبني كنانة، وترك التنوين لغة أسد وتميم ونجد (٧).


(١) انظر إعرابه للآية (٤٤) منها.
(٢) انظر جامع القرطبي ١٢/ ١٢٤.
(٣) انظر قول الأصمعي هكذا في معاني الزجاج ٤/ ١٤. ومعالم التنزيل ٣/ ٣٠٩. وزاد المسير ٥/ ٤٧٤. واللسان (وتر).
(٤) قال في الصحاح (وقر): التيقور: الوَقار، وأصله: ويقور، قلبت الواو تاءً.
(٥) يعني (تترًا) وهي قراءة أبي جعفر، وابن كثير، وأبي عمرو كما سوف أخرج بعد.
(٦) يعني (تترى) وهي قراءة الباقين. انظر القراءتين في السبعة / ٤٤٦/. والحجة ٥/ ٢٩٤ - ٢٩٥. والمبسوط / ٣١٢/.
(٧) قال الفراء ٢/ ٢٣٦: أكثر العرب على ترك التنوين. وفي روح المعاني ١٨/ ٣٤ - ٣٥: (تترىً) بالتنوين لغة كنانة.

<<  <  ج: ص:  >  >>